أولا : تعريف العينة .
ثانياً : أسلوب اختيار العينة ( أنواع العينات ) .
ثالثاً : شروط اختيار العينة .
رابعاً : الاعتبارات التى تدعو إلى استخدام
العينات .
خامساً : إطار المعاينة .
سادساً : مصادر الخطأ فى العينات .
سابعاً : العوامل التى تحدد حجم العينة
ثامناً : الأساليب الإحصائية لتحديد حجم العينة .
تاسعاً : التحليل الاحصائى باستخدام العينات
.
إن
الإجابة على التساؤلات التى يضعها الباحث أو تحقيق الفروض التى يطرحها فى بحثه
يتطلب قيامه بجمع بيانات يحصل عليها من ميدان الدراسة ، ثم يقوم بعد ذلك بتحليل
هذه البيانات واستخلاص النتائج التى قد تؤكد صحة تلك الفروض أو تدحضها والواقع أن
البيانات التى يحتاجها الباحث ما هى فى الغالب الأعم إلا ردود وإجابات الناس على
أسئلة توجه إليهم ليكشف الباحث بواسطتها عن قيمهم واتجاهاتهم إزاء قضايا ومواقف
معينة .
ودراسة
المجتمعات الإحصائية تعتمد أساسا على أخذ كل مفردات المجتمع للتعرف على خصائص
ومعالم هذا المجتمع وبصفة عامة فإن معالم أي مجتمع ( وهي مقادير ثابتة للمجتمع
الواحد ولكنها تتغير من مجتمع إلى آخر ) هى التى تعطي لهذا المجتمع صفاته دون غيره
ونظرا لوجود صعوبات كثيرة تحول دون دراسة جميع مفردات المجتمع بواسطة أسلوب الحصر
الشامل ، فإننا نجرى دراستنا على جزء صغير من هذا المجتمع أو ما يسمى بالعينة Sample حيث أنه من غير العملي أن يقوم الباحث بالحصول
على بيانات من جميع أفراد المجتمع ولكنه يقوم بالحصول على تلك البيانات من قطاع
صغير منه وهو ما تعارف عليه علماء الإحصاء بأنه " العينة " .
أولاً : تعريف
العينة
هى
جزء أو شريحة من المجتمع تتضمن خصائص المجتمع الأصلي الذي نرغب فى التعرف على
خصائصه ويجب أن تكون تلك العينة ممثلة لجميع مفردات هذا المجتمع تمثيلا صحيحا(1)
.
والعينة هى جزء من المجتمع ونقوم بدراستها
للتعرف على خصائص المجتمع التى سحبت منه هذه العينة – ولكى تصلح النتائج التى نحصل
عليها للتعبير عن المتجمع لا بد وان تكون العينة ممثلة للمجتمع ( أي جميع المفردات
المراد بحثها ) تمثيلا صحيحا . (2)
واستخدام العينات معروف منذ القدم ونشاهد
له أمثلة عديدة فى الحياة العملية فالكيميائي فى معمله يقوم بدراسة خواص المادة من
واقع عينة من هذه المادة والطبيب يقوم بتحليل دم المريض من واقع عينة صغيرة تتكون
من بضعه نقاط من دمه ….. الخ (3).
ويتم إتباع دراسة العينات وأسلوب المعاينة
وذلك اختصارا للوقت وتوفيرا للجهد والنفقات ولرفع مستوى العمل البحثى وجعله أكثر
دقة وذلك لأن دراسة عدد قليل من المفردات أو الحالات يتيح للباحث فرصة جمع معلومات
دقيقة وكثيرة عن كل مفردة أو حالة (4)
.
ثانياً : أسلوب اختيار العينة
هناك أساليب مختلفة لاختيار العينات ولكن
نوع العينة وإجراءات سحبها من المجتمع الإحصائي تختلف من موقف لآخر والاعتبار
الجوهري الذى يراعيه الباحث هو الحصول على عينة مناسبة . والواقع أن المعيار
الأساسي لكون العينة مناسبة هو أن تحظى العينة برضاء الباحث . بعض الباحثون يلجأون
إلى أصدقائهم وجيرانهم وأقاربهم وزملائهم ويعتبرونهم كأفراد ضمن العينة . ويوجد عدة أساليب يعتمد عليها
الباحث لاختيار العينات منها (5) :-
( 1 ) العينات
اللاحتمالية : Non probability sampling فى تلك الحالات لا تعتمد طريقة اختيار العينة
على الأسلوب العشوائى نظرا لأن مجال تطبيقاتها امبريقياً يعتمد على اختيار شريحة
أو قطاع معين بطريقة مقصودة . ومن أنواع العينات اللاحتمالية العينة
المقصودة والعينة بالحصة .
أ- العينة المقصودة :
إن مجال استخدام هذا النوع من العينات فى
الدراسات الاستطلاعية سواء من خلال المقابلات أو الاستبيان بهدف التعرف على
اتجاهات فئة معينة من فئات المجتمع حول انتشار وباء معين أو نحو برنامج تليفزيوني
أو إذاعي معين وما إلى ذلك وفي هذه الحالة يقتصر الباحث فى اختياره على حي معين من
أحياء القاهرة مثلا ثم يقوم الباحث بعد ذلك باختيار عدد من الأسر بهذا الحي دون أي
اختيار عشوائي وهنا تبرز أول عيوب العينة اللاحتمالية وتتمثل فى صعوبة تعميم
النتائج سواء على مستوى القاهرة كمدينة أو حتى التعميم على مستوى حى معين آخر .
أما العيب الثاني فيتمثل فى صعوبة حصول الباحث على تقدير صحيح للخطأ المتوقع بسبب
المجازفة (6) .
ب-
اختيار العينة بالحصة : Quota sampling
وفيها يتم اختيار
المبحوثين بنسبة توزيعهم فى المجتمع الاحصائى مثال اختيار20% من الإناث 40 % من الذكور
وهكذا . ولكن الاختيار الاعتباطي والاختيار بالحصة يعد اختيارا غير اهتمامي ،
بمعنى أنه لا يوفر فرصة متكافئة لكل مفردات المجتمع الاحصائى لتظهر فى العينة مما
يؤدى إلى إخفاق العينة فى أن تمثل المجتمع ككل وتستخدم أحيانا فى المسوح
اللاحتمالية للرأي العام وتكون فى هذه الحالة أشبه بالعينة الطبقية . ففي هذه
الحالة يعطي القائم بالمقابلة حصة معينة يجب استيفاء بياناتها كأن يلتزم بعدد
كبير من الإناث فمن يزيد أعمارهن عن أربعين عاما وأيضا يلزم بعدد كبير من الأشخاص
تقل دخولهم السنوية عن ( 300 ) جنيه . أو أن يخصص له نسبة معينة من الأطباء فى مجتمع ما وهكذا بحيث يكون الباحث
قادرا على أن يتم الحصة المطلوبة منه (7)
.
( 2 ) العينات الاحتمالية : Probability Samples
لقد طور العلماء أساليب
المعاينة الاحتمالية لتجنب المخاطر التى تترتب على اختيار عينة غير ممثلة لمجتمع
الدراسة وهذه المخاطر لا يمكن تجنبها تماما ولكن هذه الأساليب تمكننا على الأقل من
تحديد نسبة الخطأ المحتمل وتعرف العينة الاحتمالية بأنها العينة التى يتم سحبها
بحيث يكون لكل مفردة من مفردات المجتمع فرصة معلومة ومتكافئة فى أن يكون جزءا من
العينة .
يتسم هذا النوع من
العينات بالخصائص التالية :-
أ - لكل مفردة فى
العينة درجة احتمالات معروفة يفترض وجودها بين باقى مفردات تلك العينة .
ب - لجميع مفردات
المجتمع الأصلي فرص متساوية للظهور فى العينة .
يلزم أن تكون الاحتمالات معروفة لدى
الباحث حتى يمكن التوصل إلى الثقل الصحيح للعينة أما إذا لم يعرف الباحث تلك
الاحتمالات فإنه قد يستحيل عليه أن يستخدم بنجاح الاستنتاج الإحصائي المعتمد على
دلالات بحثية . (8)
( 3 ) العينة العشوائية البسيطة: Simple Random sample
العينة العشوائية هي العينة التى تختار بحيث تعطي
جميع مفردات المجتمع المراد بحثه نفس الفرصة فى الاختيار وهذا يعنى عدم الاهتمام
ببعض المفردات أكثر من البعض الآخر وإتاحة الفرصة المتكافئة أمام كل مفردة للظهور
فى العينة ويمكن أن نحقق ذلك بأن نحضر عدا من البطاقات المتشابهة ( فى اللون
والحجم والوزن وكل شئ ) ونكتب على كل بطاقة رقماً يمثل مفرده من مفردات المجتمع
وتسحب عددا من هذه البطاقات ( بعد خلطها ) فنجد أن الأرقام المدونة عليها تعطي لنا
المفردات التى تم اختيارها بطريقة عشوائية (9)
. وتعرف العينة العشوائية البسيطة بأنها اختياراً بسيطاً بطريقة تتصف بخاصيتين أساسيتين هما :-
أ - أن يتحقق لكل عضو أو مفرده من المجتمع
الأصلي درجة احتمال متساوية فى الاختيار
ب – أن يكون اختيار كل مفردة من مفردات
العينة بصورة مستقلة عن الأخرى (10)
لو تصورنا أن أحد الأساتذة بقسم الاجتماع
يود إجراء دراسة عن اتجاهات طلاب القسم نحو إدمان المخدرات ثم وضع أسماء هؤلاء
الطلاب وعددهم 4000 فى حقيبة كبيرة ثم سحب منها
400 اسم أو أنه أعطى رقما مسلسلاً لكل من هؤلاء الأربعة آلاف طالب تم
اختيار 400 رقما من جدول الأرقام العشوائية وقام بعد ذلك باختيار الطلاب الذين
يتطابق رقمهم المسلسل مع الأرقام العشوائية المختارة له فإنه يكون بذلك قد أعطى
لكل طالب من الطلاب فرصة متكافئة لكى يكون من أحد أفراد العينة .
( 4 )
العينة المنتظمة : Systematic sample :
العينة المنتظمة هي نوع من المعاينة
العشوائية بمقتضاها يمكن أن يختار الباحث لو أخذنا فى الاعتبار المثال السابق نسبة
10% من عدد الطلاب ( 400 طالب ) ويستطيع الباحث أن يختار هؤلاء الطلاب بطريقة
عشوائية فيبدأ بالطالب رقم 8 ثم بعد كل عشر طلاب يقوم باختيار طالب آخر وهكذا أي
أنه فى هذه الحالة سيختار الطالب رقم 8 ، 18 ، 28 ، 38 وهكذا . وهذه الطريقة فى
الاختيار مقبولة ما لم يكن اختيار الأرقام من البداية يخفض وراءه تحيز الباحث نحو اختيار طلاب بعينهم .
والواقع أن الطريقتين السابقتين من طرق اختيار العينات تلائم الباحثين
المبتدئين وغيرهم ممن يريدون تجنب التعقيدات الإحصائية وهناك بالإضافة إلى تلك
الطرق أساليب أخرى أكثر تطوراً لسحب العينات توفر للعينة صفات أساسية كأن تكون
ممثلة ومقبولة ومناسبة من حيث التكاليف (11)
وتعتبر العينة المنتظمة أكثر أفضلية من
العينة العشوائية البسيطة وذلك فى حالة توفر قوائم تضم جميع مفردات المجتمع الأصلى
غير أن السهولة فى العينة المنتظمة يناظر بعض العيوب من أهمها .
أ- توقع نتائج خاطئة إذا تم استخدام هذا النوع من العينات فى
مجتمعات تتسم بتكرار ظواهر دورية .
ب - اقتصار العشوائية فقط في تحديد الرقم
الأول فى بداية اختيار العينة . ( 12)
( 5 ) العينات الطبقية : Stratified
Samples :
تتميز العينات الطبقية على غيرها من
العينات بأنها بالإضافة إلى كونها دراسة للمجتمع ككل فإنها تتيح لنا دراسة كل طبقة
من الطبقات على حده وهذا قد يكون مرغوباً فيه فى كثير من الأحيان ففى دراسة لبحث
ميزانية الأسرة نحصل على نتائج البحث لكل من الريف والحضر على حده وهما الطبقتان
اللتان يتكون منهما المجتمع ، وبذلك تمكننا العينة الطبقية من دراسة كل من الريف
والحضر إلى جانب دراسة المجتمع المصري ككل .(13)
تعتمد هذه الطريقة على تقسيم المجتمع الإحصائي
إلى فئات أو طبقات ثم اختيار عينة من كل طبقة ففى المثال السابق يمكن لباحث أن
يقسم الأربعة آلاف طالب بحسب أصولهم الحضرية إلى طلاب من الدلتا ، وطلاب من صعيد
مصر ، ثم يقوم باختيار عدد من الطلاب الذين ينتمون إلى كل من هذه التقسيمات بطريقة
عشوائية ويتحدد عدد الطلاب الذين سيتم اختيارهم من كل طبقة بحسب نسبة تلك الطبقة إلى
المجموع الكلي للمجتمع الأصلي فلو فرضنا على سبيل المثال أن 50% من جملة عدد
الطلاب وهم 4000 طالب ، من المدن فإن معنى هذا أن 50% من العينة التى حجمها 400
طالب يتم اختيارهم من المدن وهكذا . وعموما يمكن صياغة تلك العلاقة فى القانون
التالي :
عدد الأفراد المراد اختيارهم من طبقة معينة =
عدد أفراد الطبقة
= حجم العينة
المراد سحبها × ـــــــــــــــــــ
جملة عدد أفراد المجتمع الاحصائى
فى هذه الحالة من المعتقد أن خطأ المعاينة
من المحتمل أن يتناقص ليصل إلى الصفر . فتوزيع الطلاب بحسب موطنهم الأصلي فضلا عما
يعكسه من تباين ثقافي بين الطلاب فإنه يقترب كثيراً من الواقع (14)
وتقوم العينة الطبقية على تقسيم المجتمع
الأصلي إلى مجموعات يطلق عليها طبقات فرعية أو شرائح Strata ثم نأخذ عينة من كل
شريحة على حده بحيث يتكون لدينا عينة ذات حجم كلي (ن) ومن الأهمية بمكان أن يتحدد
تعريف الشريحة الطبقية بضرورة ظهور كل فرد من شريحة واحدة فقط ولا يتكرر فى غيرها
. وفى الطريقة البسيطة والشائعة من حيث الاستخدام للعينة الطبقية أن تستخدم فى
الاختيار وعند بداية تصميم نموذج العينة الطبقية على الباحث اتخاذ الخطوات التالية
:
- حساب تقديري للمتوسطات الحسابية لكل شريحة
على حده .
-
حساب تقديري للانحراف المعياري لكل شريحة
على حده .
-
بعد تقدير قيمة (ع) لكل شريحة نبدأ فى وضع
أوزان تبعا لحجم الشريحة ونسبة هذا الحجم للمجتمع الأصلي (15) .
( 6 ) العينة غير
المتناسبة : Disproportionate Sample
يلجأ الباحث عادة إلى مثل هذا النوع من العينات إذا كان يريد أن يرفع نسبة عينة
جماعة فرعية معينة . فلو أراد الباحث فى مثلنا السابق أن يعرف رأى الطلاب الذين من
أصل قروي فى قضية الإدمان لما يتميزون به من وازع ديني وأخلاقي فإنه فى هذه الحالة
يزيد من نسبة تمثيل الطلاب القرويين لأن طبيعة مشكلة البحث تقتضي ذلك فيختار
الباحث 200 طالب من المناطق الريفية وباقي الطلاب من المدن ومن الصعيد . ولكن فى
هذه الحالة ينبغي على الباحث أن يظهر فى تحليله العوامل التى دفعته لمثل هذا النوع
من الاختيار .
( 7 ) العينات العنقودية ذات المرحلة
الواحدة ومتعددة المراحل Single , stage and Multi .
stage cluster Samples
فى حالة العينات كبيرة الحجم يلجأ الباحث إلى هذا الأسلوب
من أساليب المعاينة لتخفيض نفقات اختيار العينة والعينة العنقودية ذات المرحلة
الواحدة تتمثل فيما يقرره احد الباحثين من اختيار حى سكنى معين من إحدى
المدن كعينة للدراسة ثم يختار مجموعة من الأسر التى تقطن ذلك الحي لإجراء مقابلة
معهم . معنى هذا أن المقابلات التى سيقوم بها الباحث سوف تتجمع فى حي معين الأمر
الذي ساعد على تخفيض الوقت والنفقات ونلاحظ هنا أن اختيار العينة تم على مرحلة
واحدة .
-
أما العينة العنقودية متعددة المراحل
فيلجأ إليها الباحث عند اختيار عينة أكبر حجما . فلو أردنا أن ندرس اتجاهات الشباب
نحو الإدمان فإنه يمكن أن تحصل على خريطة بأحياء المدينة ثم تختار من بينها عددا
من الأحياء الشعبية وعددا أخر من الأحياء الراقية ثم تختار عددا من القطاعات داخل
الأحياء وبعد ذلك يتم اختيار من تتم مقابلتهم كأفراد داخل العينة . من ذلك يتضح
لنا أن أسلوب العينة العنقودية متعددة المراحل وإن كان يحقق الدقة ويرفع درجة تمثيل
العينة للمجتمع الأصلي إلا أنه أسلوب يكتنفه التعقيد ولا يستطيع كثير من الباحثين
ذوى الإمكانيات المحدودة الاستعانة به (16)
نظراً لضيق الوقت وكثرة التكاليف والجهود
اللازمة لاختيار عينة عشوائية بسيطة فى معظم الأحيان فإننا قد نجرى الاختيار على
مراحل متعددة . فإذا كان المجتمع يتكون من أقسام متجانسة نبدأ باختيار بعض هذه
الأقسام عشوائيا ( كمرحلة أولى) ثم نختار عينة عشوائية بسيطة من كل قسم من الأقسام
التي تم اختيارها ( كمرحلة ثانية ) وقد يحتاج الأمر إلى اختيار عينة عشوائية بسيطة
من كل قسم من الأقسام التى تم اختيارها فى المرحلة الثانية و ..... وهكذا والعينة
التى يتم اختيارها بهذا الشكل تعرف بالعينة متعددة المراحل (17) .
ثالثاً : شروط اختيار العينة
1- يجب أن لا تتسم
العينة التى تم اختيارها بالتحيز أو المحاباة بمعنى أن تأخذها من بين مفردات
المجتمع الأصلي عشوائياً .
2-
أن تكون الظاهرة المراد عمل معاينة لها
سائدة ومنتشرة فى المجتمع الأصلي ولا تكون نادرة الحدوث .
3-
يجب أن تكون العينة ممثلة لجميع فئات
المجتمع الأصلي .
4- ضرورة افتراض تجانس
مفردات المتجمع الأصلي وفى حالة تعذر ذلك فى بعض المجتمعات غير المتجانسة يلجأ
الباحث إلى تقسيمها إلى مجتمعات صغيرة متجانسة .
5- ضرورة إجراء حصر
مسبق لجميع مفردات المجتمع الأصلي المراد بحثه مع تقسيم هذا المجتمع الى وحدات
معاينة كل منها داخل قوائم أو ما نسميه إحصائيا بالأطر فعلى سبيل المثال عند دراسة
سكان مجتمع ما فإن وحدة المعاينة أما أن تكون الأسرة كوحدة تحليل أو الفرد أو
الجماعة وقد يكون المجتمع بالنسبة للمجتمعات الكبيرة .
6-
يجب أن يتناسب اختيار حجم ونوع العينة مع الهدف
الأساسي للباحث من العينات مع طبيعة المجتمع أو نوع المشكلة موضوع الدراسة وهكذا (18)
.
أى
أنه يجب أن تتوفر فى العينة الممثلة Representative sample مجموعة من الشروط يمكن تلخيصها فى شرطين أساسين
هما :
أ-
تكون مفردات العينة ممثلة للمجتمع الذي يجرى عليه البحث تمثيلاً صحيحا وليست ممثلة
لمجتمع آخر . بمعني أنه إذا تكررت نفس النتائج على عينات أخرى من نفس المجتمع ،
كانت العينة التى يجرى عليها البحث عينة ممثلة للمجتمع الأصلي أصدق تمثيل ، وبذلك
يمكن أن تكون خصائص مفردات العينة ( إحصائيات العينة ) متقاربة أو متشابهة
مع خصائص المجتمع (
معالم المجتمع ) الذي تنتمي إليه .
ب
- ألا تكون المفردات المختارة ممثلة لجزء ( قطاع ) من أجزاء المجتمع الأصلي بل يجب
أن تمثل جميع أجزاء المجتمع(19) .
رابعاً : الاعتبارات
التى تدعوا إلى استخدام العينات
يعتبر
السبب الرئيسي لاستخدام العينات هو توفير الوقت والجهد والنفقات فإذا كان المال
المخصص لإجراء بحث معين أو نوع الباحثين وعددهم أو الوقت اللازم لانجاز هذا البحث
لا يسمح بإجراء الحصر الشامل فإننا نضطر لاستخدام العينات لدراسة خصائص المجتمع
الذي نجرى
البحث لدراسته . وقد تكون هذه العوامل الثلاثة متوفرة لدينا ، ومع ذلك نلجأ
لاستخدام العينات رغبة فى توفير المال أو اختصاراً للوقت أو ادخاراً للجهد أي بهدف
حسن توجيه واستغلال
الإمكانيات المادية والفنية . المتاحة فى بعض الأحيان يكون المجتمع الذي ندرسه غير محدد ، فإذ أردنا مثلاً فحص
إنتاج آلة معينة فالمجتمع هنا يكون ما أنتجته الآلة وما تنتجه الآن وما سوف تنتجه
فى المستقبل ، لذلك يستحيل فى مثل هذه الحالة إجراء حصر شامل ويكتفى بدراسة عينة
من إنتاج الآلة .
قد
يؤدي أحيانا فحص المفردات إلى تدميرها فإذا أردنا تحليل الدم لشخص مريض فان الحصر
الشامل هنا يعنى سحب كل دم المريض بغرض تحليله ، وهذا يعنى قتله ، ولذلك لابد فى
مثل هذه الحالة من استخدام العينات . أي تجرى التحليل على عينة من بضعة نقاط من دم
المريض ، وسنجد عموما أنه لابد من استخدام العينات فى الحالات التى يؤدي فيها فحص
المفردات إلى إتلافها . (20)
اختيار مفردات
العينة :-
إن
عملية اختيار مفردات العينة من بين مفردات المجتمع الأصلي أو ما يعرف بأسلوب سحب
العينة من المجتمع كواحدة من المشكلات الخاصة بأسلوب المعاينة ، تتوقف أساسا على
حجم المجتمع الأصلي . فإذا كان حجم المجتمع صغيرا أي مشتملا على عدد محدد ( finite ) من المفردات ،
فإن المشكلة لا تكون مشكلة اختيار العينة من بين مفردات المجتمع ، بل تكون مشكلة
الحصول على عدد كاف من المفردات لغرض البحث . فمثلا إذا أراد الباحث أن يجرى دراسة
على كبار الزراعيين بإحدى القرى ، كنموذج لنفس الفئة فى القطر ، فقد يحدد هذه
الفئة بأنها تشتمل على كل من يمتلك "100 فدانا أو أكثر من الأراضي الزراعية
فى القرية " وفى هذه الحالة يكون عدد هؤلاء الملاك قليلا لدرجة أن العينة تستنفذهم جميعا . كما تكون عملية
الاختيار من المجتمع الأصلي عملية مشروطة بتحديد المفردات ( عدد الملاك ) التى تتكون منها
العينة المطلوبة وبالطبع كلما كثرت الشروط اللازمة للعينة كلما صعب الحصول عليها
وكلما قل عدد المفردات الذين يتم الاختيار من بينهم . أما إذا كان حجم المجتمع
الأصلي كبيراً جداً أي مشتملاً على تحدد عدد غير محدد من المفردات المستوفية لجميع
الشروط اللازمة فى العينة فإنه من اللازم إجراء عملية اختيار مفردات
العينة إما بواسطة الاختيار غير العشوائى (المعاينة
العمدية) أو بواسطة الاختيار العشوائى (21)
يستطيع
الباحث أن يسلك شتى السبل ويستخدم كافة الأساليب للحصول على عينة للدراسة ولكنه فى
كل الأحوال يجب أن يتوخى الحذر من التحيز فى اختيار العينة كما ينبغي عليه أن
يتأكد من أن العينة ممثلة لمجتمع الدراسة حتى تكون التعميمات التى يتوصل إليها من
تحليلاته مستمرة وقيمة وإلا انعدمت الفائدة من الدراسة (22)
خامساً
: إطار المعاينة : Sampling Frame
الإطار
هو حصر شامل لجميع مفردات المجتمع المراد بحثه فقد يكون الإطار عبارة عن قائمة
بالمفردات أو مجموعة من البطاقات أو الخرائط أو .... الخ فعند اختيار العينة يقسم
المجتمع إلى أجزاء تسمى وحدات المعاينة ( Sampling
units ) ويكون الإطار عندئذ هو مجموعة القوائم
التى تحتوى على هذه الوحدات التى يتكون منها المجتمع . ولما كانت العينات تختار من
هذا الإطار وجب أن يكون شاملاً لجميع مفردات المجتمع مع ملاحظة عدم تكرار أي من
هذه المفردات لأن عملية التكرار سوف تعطي هذه المفردات فرصة أكبر للاختيار فى
العينة وبذلك تتحيز النتائج التى تحصل عليها المفردات التى تكررت فى الإطار ويجب أن
يكون الإطار أيضا متجددا حتى تعطى المفردات التى تستجد على الإطار القديم نفس
الفرصة فى الظهور فى العينة ( 23 )
ويعتبر
إطار المعاينة هو المصدر الذي تؤخذ منه العينة أو بعبارة أخرى هو حصر شامل (
القائمة أو الدليل ) لجميع مفردات وحدات المجتمع الأصلي المراد دراسته .
مثال
ذلك قائمة بأسماء العمال فى أحد المصانع ، أو مختلف أنواع الرواسب التى توجد على الشاطئ
، أو موقع المحلات العمرانية الريفية على خريطة
إحدى الدول . وعند اختيار العينة من المجتمعات المحدودة يقسم المجتمع
الأصلي للظاهرة قيد البحث إلى عدة أقسام تسمى وحدات المعاينة (
شخص ، أسرة ، قرية ) ويكون إطار المعاينة حينئذ هو عبارة عن القائمة أو مجموعة القوائم التى
تتضمن الوحدات التى يتألف منها المجتمع .ويشترط فى إطار
المعاينة أن يكون شاملاً لجميع مفردات المجتمع التى يمكن الوصول إليها بسهولة
، وذلك حتى يكون اختيار العينة سليما .
كما يشترط أن يكون إطار المعاينة متجددا حتى تعطي المفردات أو الوحدات التى تستجد
على الإطار القديم نفس الفرصة فى الظهور .
ونظرا
لأنه فى المجتمعات غير المحددةinfinite يستحيل إجراء حصر شامل لكل مفردات المجتمع فى
الوقت المتاح للدراسة ، ويكتفي فى هذه الحالة بدراسة عينة بدون تكوين إطار
للمعاينة . ويلاحظ على إطار المعاينة وفى مجال الدراسة الجغرافية أنه إما أن يكون
إطارا مكانيا Spatial أو غير مكانيا Non – Spatial .
1- إطار المعاينة
المكاني . هو الإطار الذي يكون فيه المكان Location هو الوحدة الرئيسية
، كما أنه الأساس فى اختيار العينات التى تمثل التغيرات ( الاختلافات ) المكانية التى
يتميز
بها مجتمع الأماكن لمنطقة ما تمثيلاً صحيحاً .
فمثلاً
إذا كنا بصدد معاينة خريطة بهدف تحديد مساحة الأراضي التى يشغلها نوعا معينا من
النشاط الزراعي على هذه الخريطة ، فإننا يجب أن نتأكد من تمثيل كل أجزاء الخريطة
تمثيلاً صحيحاً . ويتم ذلك باختيار أحد المعاينات الآتية :-
أ) المعاينة النقطية : Point - sampling أي معاينة نقط تقاطع شبكة مربعات على خريطة
المنطقة .
ب) المعاينة الخطية : Line – sampling أي نأخذ عينة من
قطاعات عرضية مختلفة على الخريطة .
ج) المعاينة المساحية : Area – sampling أي بأخذ عينة تمثل مساحة مجموعة من المربعات
التى تغطي مساحة خريطة المنطقة قيد البحث .
وعلى
ذلك يكون إطار المعاينة عبارة عن جميع مفردات المجتمع شكل من أشكال المعاينة
الثلاثة .
2-
إطار المعاينة غير المكاني – على الرغم من أن طبيعة عمل الجغرافي عند جمعه
للبيانات ترتبط بإطار المعاينة المكاني ، إلا أنه فى بعض الأحيان ولظروف خاصة نجده
يهتم بتحديد إطار معاينة غير مكانى ليلائم دراسته فمثلاً إذا كان يصدد اختيار عينة من أسر أحد الأقسام الإدارية فى مدينة ما وذلك
لتقدير متوسط الدخل ، فإنه يتحتم عليه اختيار عينة من إطار ( أو قائمة ) تحتوى على
جميع أسر هذا القسم الإداري بالمدينة . ولا يجوز له فى هذه الحالة أن يختار العينة
من دليل التليفون مثلاً إذ أنه من المعروف أن مثل هذا الدليل لا يتضمن جميع أسر
القسم الإداري قيد البحث ( 24 ).
سادساً : مصادر
الخطأ فى العينات
يتضح
لنا مما
سبق أن خطأ
التحيز أمر متوقع لا محالة فى المعاينة الاحتمالية ولا يقتصر هذا التحيز على العينة فقط بل قد نجده
أيضا فى عمليات الحصر الشامل حيث تتوافر فرص عديدة للوقوع فى مثل تلك الأخطاء .
وقولنا بضرورة وقوع أخطاء يبرره عدم التدريب الكامل للقائمين بالبحث أو
المساعدين حول كيفية التغلب على العقبات التى قد تواجههم . هذا فضلاً عن عدم
الاستخدام الأمثل للأطر المناسبة والممثلة لاختيار العينة بالطرق
الإحصائية السليمة ( 25 ) .
ويلاحظ
أن النتائج التى نحصل عليها من العينة قد لا تماثل تماما النتائج التى نحصل عليها
من الحصر الشامل وذلك لأن العينات عرضه لنوعين من الخطأ .
1- خطأ الصدفة ( الخطأ العشوائي ) أو ما يسميه البعض بخطأ
العينة .
2- خطأ التحيز .
(
1 ) خطأ الصدفة Random
Error
يرجع
هذا الخطأ إلى طبيعة الاختيار العشوائي حيث قد تختلف نتائج العينة عن نتائج
المجتمع . ويتوقف خطأ الصدفة على كل من حجم العينة وتباين المجتمع وطريقة اختيار
العينة وكلما كبرت العينة كلما قل خطأ الصدفة وزادت ثقتنا فى النتيجة ، وعلى العكس
من ذلك لو زاد تباين مفردات المجتمع لزاد احتمال حدوث الأخطاء العشوائية وعموما لو
اختيرت
العينة بطريقة عشوائية سليمة لأمكن تقدير هذا النوع من الخطأ من العينة نفسها (
26 ) .
ويتوقف
هذا النوع من الخطأ على درجة تباين المجتمع الأصلي وطريقة اختيار العينة وحجمها
فكلما كبر حجم العينة قل خطأ الصدفة وبالتالي زادت درجة الثقة فى النتائج .
هذا
ويمكن التحكم فى قيمة هذا الخطأ وتقديره بالطرق الإحصائية وأن
كان يصعب تجنب وقوعه إلى حد بعيد . كذلك يجدر الملاحظة أن هذا النوع من الأخطاء
يؤثر على العينة وحدها ولا يتأثر به الحصر الشامل بوصفه أحد المصادر الهامة لجمع
البيانات .
مثال : فإذا كان لدينا ست أطفال وكانت أعمارهم بالسنة على التوالي 2، 3 ،
4 ، 6 ، 9 ، 12 . أي أن متوسط العمر فى هذه المجموعة
2+3+4+6+9+12 36
=
ــــــــــــ = ــــ = 6 سنوات
6 6
فإذا سحبنا عينة عشوائية مكونة
من حالتين فقط من هؤلاء الأطفال ولتكن 2 ، 4 فإن متوسط العمر يكون
6
= ــــ = 3 سنوات
2
وهنا نجد فرقا كبيراً بين متوسط العينة ومتوسط المجتمع الأصلي . وإذا
سحبنا عينة أخرى مكونة من حالتين وثالثة ، ورابعة لا يكون هذا الاختيار دقيقا إلا فى حالة سحب الحالتين رقم 3
، 9 ففى هذه الحالة الأخيرة يمكن القول بأن القيمة المقدرة لأعمار الأطفال تنطبق
تماماً على القيمة الحقيقية للأعمار . حيث أن متوسط العينة
3+9
= ــــ = 6 سنوات
2
وهو نفس المتوسط
الحقيقي للمجموعة . أى أن خطأ الصدفة يرجع إلى الفرق بين القيمة المقدرة من العينة
والقيمة الحقيقية فى المجتمع الأصلي الذي سحبت منه العينة . ومن هنا لا يستطيع
الجزم بأن متوسط القيم فى أية عينة هو نفس المتوسط العام للقيم الحقيقية فى
المجتمع الأصلي ، فقد يكون عمر أحد أفراد العينة صغيرا فينخفض متوسط العينة وقد
يكون كبيراً فيرتفع المتوسط فى العينة عن المتوسط الحقيقي ولا يحدث خطأ الصدفة فى
حالة حدوث التعادل . كذلك لا يمكننا الجزم بحدوث هذا التعادل فى أي حالة معينة إذا
تركت للصدفة وحدها وكل ما يمكن أن نقوله هنا هو أنه يحتمل حدوث هذا التعادل.(
27 )
(
2 ) خطأ التحيز Bias
Error
هذا
الخطأ لا يتوقف على عنصر العشوائية أو الصدفة . ويحدث عادة فى اتجاه واحد أى
بالزيادة فقط أو بالنقص فقط وتكون خطورته فى أنه لا يمكن حصره أو وضع حدود له .
مثل
خطأ الصدفة . وهذا النوع من الخطأ ليس قاصراً فقط على العينات بل قد يتعرض له
الحصر الشامل نتيجة لعدم الدقة فى القياس أو عدم كفاءة الباحثين أو غموض كشوف
الأسئلة أو إعطاء بيانات غير صحيحة من قبل المبحوثين أو عدم جمع البيانات عن بعض
مفردات المجتمع أو جمع البيانات عن بعض مفردات المجتمع أكثر من مرة أو... الخ
وتتعرض
العينات لخطأ التحيز لنفس الأسباب التى يتعرض لها الحصر الشامل بالإضافة إلى
الأسباب الآتية :
أ-
عدم وجود إطار سليم عند سحب العينة ،
فاستخدم إطار قديم أو إطار غير شامل لجميع مفردات المجتمع يؤدي إلى تحيز العينة
للمفردات الموجودة فى الإطار فقط ، ولو تكررت بعض المفردات فى الإطار ، فإن ذلك
يؤدي إلى تحيز العينة للمفردات المتكررة .
ب-
حالة عدم إمكانية الوصول لبعض مفردات
العينة يستعاض عن هذه الوحدات بوحدات أخرى وذلك قد يؤدي إلى التحيز ، ففي حالة عدم
تمكن الباحث من الحصول على بيانات بعض الأسر نتيجة لتغيبها خارج المسكن نجد أن
الاستعاضة قد تؤثر على مدى تمثيل العينة للأسر الصغيرة أو للأسر التى تشتمل على
زوجات عاملات .
ج - قد ينشأ التحيز نتيجة لعدم إتباع الطرق
السليمة فى حساب التقديرات ( 28 ) ويتسم هذا النوع من الخطأ بالتحيز
غالبا نحو جانب واحد إما بالزيادة أو النقصان وتزداد أهمية هذا النوع من الخطأ
كلما كبر حجم العينة حيث تقل فرص الخطأ العشوائي .
ويرجع
حدوث أخطاء التحيز لعدد من العوامل نذكر من بينها .
- سوء التقدير وعدم توفر الدقة من جانب
الباحث وذلك عند قيامه بعمليات الحصر حيث قد تفوته الدقة الكافية فى حساب المتغيرات
وكذلك عدم توفيق الباحث فى صياغة الفروض الصحيحة .
- صياغة أسئلة غامضة وغير واضحة للمبحوثين .
-
عدم استجابة بعض مفردات العينة لأسئلة
المقياس .
-
الاختيار المقصود غير العشوائي لمفردات
العينة .
-
سوء اختيار العينة وقد يحدث نتيجة لسحب
العينة من إطار غير كامل .
-
عدم دقة القياس ( 29 ) .
ويتعرض العمل الإحصائي إلى أنواع كثيرة من
الأخطاء أثناء تنفيذه ومنها نوعين رئيسيين من أنواع الأخطاء التى يتعرض لها قياس البيانات والتي من شأنها
التأثير على النتائج التى نحصل عليها من العينة وهما أخطاء التحيز والأخطاء
الاحتمالية .
وأخطاء
التحيز هى الأخطاء الناجمة عن تدخل الباحث فى طريقة اختيار العينة فالمعروف مثلاً
أن العينة العشوائية تمثل بشكل كبير خصائص المجتمع الذي سحبت منه فإذا اختيرت
العينة بطريقة شخصية ( أي غير عشوائية ) فإن ذلك يؤدي إلى زيادة الأخطاء المتوقعة
. كذلك تنشأ هذه الأخطاء نتيجة لتحيز الباحث لوجهة نظر خاصة تجاه القرارات المتخذة
، ويحدث عادة خطأ التحيز فى اتجاه واحد أما بالزيادة أو بالنقص
ويمكن أن تعزى
أخطاء التحيز لعدة عوامل أهمها :
أ-
الاختيار المتعمد ( غير العشوائي ) للعينة
.
ب- استبدال أفراد
العينة بمفردات أخرى لعدم تمكن الباحث من الوصول لبعض المفردات الأساسية فى العينة
.
ج - سوء التقدير وعد توافر الدقة . فقد لا يوفق الباحث فى التفرقة بين ما
هو سبب أو نتيجة أو عدم توفر الدقة فى حصر وحساب المتغيرات المحددة لطبيعة الظاهرة
ووضع فروض غير سليمة أما الأخطاء الاحتمالية فهي الأخطاء الناجمة عن احتمالات عدم
تماثل النتائج التى نحصل عليها مع خصائص المجتمع . فحتى عندما تؤخذ العينة
بالأسلوب العشوائي ، فإنه تظل هناك احتمالات أخطاء فى مدى تمثيل العينة لخصائص
المجتمع الذي أخذت منه . ومنهم أهم هذه الأخطاء ما يطلق عليه إحصائيا خطأ الصدفة أو الخطأ العشوائي (
30 ) .
سابعاً : العوامل
التى تحدد حجم العينة
عندما
يبدأ الباحث فى التفكير فى إجراء دراسته الميدانية يكون من أهم الأسئلة التى ينبغي
أن يجيب عنها ذلك السؤال المتعلق بحجم العينة وهل هو مناسب ، كبير ، أم صغير
والإجابة عن ذلك السؤال تتوقف على عدة عوامل هي :
1- حجم المجتمع
الإحصائي الذي ستسحب منه العينة . حيث يشير إلى مجموع الأفراد الذين سيقوم الباحث
بسحب العينة من بينهم ، وهؤلاء الأفراد يشكلون جزءا من مجتمع أكبر يعرف بالمجتمع
الأصلي . فإذا كان الباحث ، على سبيل المثال ، يريد أن يجرى دراسة على عينة من
طلبة كلية الآداب ، فإن عدد هؤلاء الطلبة يمثل المجتمع الإحصائي ، فى حين أن عدد
طلبة جامعة المنصورة بجميع كلياتها يكون بمثابة المجتمع الأصلي . وبطبيعة الحال من
المعقول أن نقرر أنه كلما كان حجم المجتمع الإحصائي كبيراً كلما تطلب ذلك أن يكون حجم العينة كبيراً .
وبقدر ما يشكل حجم العينة نسبة كبيرة من المجتمع الإحصائي بقدر ما تكون العينة
ممثلة لذلك المجتمع فالعينة التى عدد مفرداتها 40 طالبا من فصل مدرسي عدد طلابه 50
طالبا تعد عينة ممثلة تمثيلاً صادقا لذلك الفصل ولكن هذا العدد لا يعتبر عينة ممثلة لمدرسة عدد طلابها 1000
طالب . وبعبارة أخرى ، يعتبر كبر حجم العينة ضمانا لأن تكون العينة ممثلة للمجتمع
الإحصائي . وليس معنى هذا أن يزيد الباحث من حجم العينة إلي أن تصبح دراسته
الميدانية حصراً شاملاً لكل مفردات المجتمع الأصلي الذي يقوم بدراسته ولهذا يلجأ
الباحثون إلى استخدام الأساليب الإحصائية لتحديد الحجم المناسب للعينة التى يقومون
بدراستها. فزيادة العينة بعد ذلك الحجم لن
يضيف إضافة جوهرية إلى درجة الضبط التى ينبغى أن تتميز بها النتائج بقدر ما يضيف
من أعباء وتكاليف وما يستغرق من وقت .
2- درجة الاختلاف بين
مفردات المجتمع الإحصائي . فإذا كانت درجة الاختلاف كبيرة بين أفراد ذلك المجتمع
استدعى الأمر زيادة حجم العينة والعكس صحيح . فعندما يكون هناك تماثل تام بين
أفراد المجتمع . كأن يكونوا متفقين على قضية عامة ، فإن عينة صغيرة جداً منهم تكفي
لكى تمثل المجتمع كله . فلو أننا سألنا . 100 فرد هذا السؤال : هل توافق على عودة
الشعب الفلسطيني إلى فلسطين ؟ لكان ردهم كافيا للتعبير عن اتجاهات ملايين العرب
نحو القضية الفلسطينية ، بينما لا يكفى هذا العدد كعينة إذا كان السؤال يقصد منه
دراسة اتجاهات الأفراد أو نحو السياسية التعليمية .
3- نسبة الخطأ المسموح
به أو المقبول ودرجة الثقة التى يرغب الباحث فى توافرها فى النتائج التى يصل إليها
من دراسته للعينة . حيث تعد درجة الضبط المطلوبة فى التنبؤ الذي يبنى على نتائج
دراسة هذه العينة ودرجة الثقة فى هذا التنبؤ من العوامل المحددة لحجم العينة. فإذا كان الباحث يسعى إلى التوصل إلى نتائج
موثوق بها ويمكن الاعتماد عليها واستخدامها فى التنبؤ، فإن حجم العينة التى سيقوم
بدراستها ينبغي أن يكون كبيراً ، ولكن كما قلنا سلفاً ، كبر حجم العينة يتطلب
وقتاً طويلاً وتكلفة ضخمة ، لهذا السبب اعتاد الباحثون أن يقبلوا حجم العينة الذي
يستطيعون بنسبة ثقة 95% أن يعتمدوا على البيانات التى يوفرها لبحثهم وتساعدهم فى
استخلاص نتائج يمكن تعميمها على مجتمع الدراسة ( 31 ) .
وتتفق
أراء كثير من الإحصائيين على أن حجم العينة عينة البحث تتوقف على مجموعة من
العوامل تنحصر فى : الغرض من البحث ، حجم المجتمع الأصلي ، مدي تباين الظواهر
المختلفة فى قطاعات المجتمع ، ودرجة الدقة المطلوبة فى البحث ، البيانات المتاحة
التى يمكن استخدامها فى تعميم النتائج ، والإمكانيات المادية .
ونظرا
لعدم وجود اتفاق بين الباحثين على وضع حد معين على أساس علمي . أو إحصائي . يحدد
الحجم المناسب أو الأمثل للعينة لكى تمثل المجتمع الذي تسحب منه تمثيلاً جيداً ،
فإن تقدير حجم العينة على مستوى معظم الدراسات والبحوث – تعتبر واحدة من المشكلات
الخاصة بأسلوب المعاينة وتطبيق الأساليب الإحصائية ، وفي مجال العمل الإحصائي يوجد
اتجاهان عند تقدير حجم العينة .
الاتجاه
الأول: يعتمد على الخبرة السابقة للباحث فى هذا المجال ، حيث أظهرت خلاصة الخبرات
والتجارب أن حجم عينة فى حدود 10% إلى 15% من حجم المجتمع الأصلي يبدو ملائما فى
معظم الدراسات والبحوث . ويتميز هذا الاتجاه فى تقدير حجم العينة بسهولته ، كما
أنه يفيد بعض الباحثين قليلي الخبرة فى مجال العمل الإحصائي .
الاتجاه
الثاني : يرتبط أساساً بنظرية الاحتمال Theory
of probability مما يتطلب من الباحث الإلمام بقدر وافر من
المعلومات الإحصائية والرياضية حتى يستطيع استخدام الأساليب الإحصائية فى تقدير
الحجم الأمثل للعينة .
ويعتمد
هذا الاتجاه على تحديد العوامل ( المتغيرات ) التى يتوقف عليها حجم العينة
واعتبارها دلائل رئيسية أو مؤشرات أساسية لهذا الغرض وهو أمر يغفله الاتجاه الأول
تماما كما يعتمد هذا الاتجاه على توفير بعض المعلومات عن حجم ومعالم المجتمع
الأصلي عن طريق العينات التجريبية أو الاسترشادية .
وتتمثل
أهم العوامل والمتغيرات الرئيسية المحددة لحجم العينة فى نسبة الخطأ المسموح به (
أو درجة الدقة أو الثقة) ، ومعامل التشتت ( أو الانحراف المعياري ) بين مفردات
العينة أو المجتمع أن أمكن ، والاختلاف النسبي يبين المتوسط الحسابي للعينة ومتوسط
المجتمع ( 32 )
ثامناً : الأساليب الإحصائية لتحديد حجم العينة
يلجأ
الباحثون إلى تحديد حجم العينة باستخدام الأساليب الإحصائية تفاديا لتحديده بطريقة
تعسفية تثير الانتقادات وتقلل من أهمية العمل العلمي والجهد الذي يبذله الباحث .
ويواجه الباحث احتمالين أساسيين عندما يسعى إلى تحديد حجم العينة إحصائيا .
أ
- هو ألا يكون على علم بعدد مفردات
المجتمع الإحصائي .
ب
- هو أن يكون على علم بعدد مفردات المجتمع
الإحصائي .
وأخيراً
قد تقترح جهة ما على الباحث أن يجرى دراسته على عدد معين من المبحوثين وفى هذه
الحالة يميل الباحث إلى تحديد نسبة الخطأ فى هذه العينة ليتأكد
من أهمية البيانات التى سيحصل عليها ومدى تمثيل تلك العينة للمجتمع الذي سحبت منه.
تحديد حجم العينة
من مجتمع إحصائي غير معلوم
فى
كثير من الأحيان لا يجد الباحث بيانات وافية عن عدد أفراد المجتمع الإحصائي الذين
سيسحب من بينهم عينة البحث ، وذلك لكبر حجم هذا المجتمع ، أو لعدم توافر إحصاءات
رسمية عن أفراده وفى هذه الحالة يمكن تحديد حجم العينة المطلوب سحبها من مجتمع
إحصائي كبير باستخدام المعادلة الآتية :-
Z2
حجم
العينة (ن) = ـــــ × ف ( 1 – ف )
خ2م
حيث :
Z : القيمة المعيارية عند مستوى ثقة معين وهى فى جميع
أحوال الأبحاث تأخذ أحد رقمين هما :
Z = 1.96 عند مستوى دلالة 0.05 أو مستوى ثقة 95%
Z = 2.58 عند مستوى دلالة 0.01 أو مستوى ثقة 95%
خ م : الخطأ المعيارى المسموح به وهو أيضاً
فى جميع أحوال الأبحاث يأخذ أحد قيمتين هما :
خ م = 0.05 عند مستوى ثقة 95%
خ م = 0.01 عند مستوى ثقة 95%
ف : هى درجة الاختلاف بين مفردات المجتمع الاحصائى وقد
اصطلح العلماء على وضعها بقيمة ثابتة أى أن
قيم ف = 0.5 دائماً .
تحديد حجم العينة
من مجتمع إحصائي معلوم .
عند حساب حجم
العينة من مجتمع إحصائي معلوم ، بمعنى إننا نعرف عدد الأفراد الذين يتكون منهم ذلك
المجتمع ، فإننا نتبع الخطوات التالية :
-
نحسب حجم العينة على أساس أن حجم المجتمع الإحصائي غير معلوم وذلك بالعملية
الحسابية السابقة .
-
نقوم بعد ذلك بتصحيح حجم العينة ، وذلك باستخدام معادلة تصحيح العينة كالاتي :-
معادلة تصحيح حجم
العينة :
ن1
حجم
العينة = ــــــــــــــ
ن1
– 1
1 + ــــــ
ن
حيث :
ن1 : حجم العينة من مجتمع غير معلوم .
ن : حجم المجتمع الاحصائى .
ومن
الملاحظ أن حجم العينة من مجتمع إحصائي معلوم العدد أقل من حجم العينة من مجتمع
إحصائي غير معلوم العدد ، ولذلك فإن استخدام معادلة تصحيح معامل حجم العينة قد
أسهم فى ترشيد حجم العينة المناسب للبحث وإن كان الفرق بين حجمي العينتين ليس
كبيراً على ما يبدو .
وفى
نهاية الأمر يمكن القول بأن اختيار حجم عينة البحث لم يعد يمثل فى الوقت الحإلى
مشكلة عويصة . فالحاسب الآلي يمكن أن يقدم لنا مقترحات عديدة بهذا الخصوص ، كما
أن بعض العلماء قد بذلوا جهداً طيباً فى إعداد جداول جاهزة للتغلب على المشكلات
المتعلقة بتلك المسألة من ذلك على سبيل المثال جدول حجوم العينات الذي أعده Hush وزميله Backstorm والذى طوره وأضاف إليه Cole ( 33 )
التحليل
الإحصائي باستعمال العينات ( 34 )
البيانات الإحصائية هي الأساس
للتخطيط الاقتصادي والاجتماعي ولكل البرامج الإنمائية ولمتخذي القرار. وبدخول
عصر العولمة ومع الوضع الراهن للدول النامية أصبحت هناك ضرورة مُلحة ومتزايدة
للإحصاءات بوجه عام وللبيانات الاقتصادية والاجتماعية بوجه خاص. واستجابة لهذه
الحاجة تسعي، كثيراً من دول العالم النامي إلى النهوض بالعمل الإحصائي إلى المستوى
اللازم للوفاء باحتياجات المسئولين عن التخطيط للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
كما تبذل جُهوداً كبرى في تدريب الكوادر الوطنية القادرة على القيام بإجراء
التعدادات والمسوحات وغيرها من نشاطات جمع البيانات وإجراء التحليل بشكل فعّال .
"فالإحصاء
(سواء تعداداً أو مسحاً بالعينة) من حيث اللغة هو
الإلمام بكل المفردات التي يشملها المجتمع الذي نريد
دراسته ومعرفة أو صاف كل مفردة في هذا المجتمع معرفة دقيقة ومحددة بالأعداد. أما
علمياً هو عبارة عن تصوير رقمي للواقع في المجتمعات المطلوبة دراستها (المجتمعات
البشرية أو غير البشرية)" مثال ذلك تعداد
السكان ومسح ميزانية الأسرة فهو تصوير رقمي لأحوال السكان ومستوى معيشتهم على الترتيب.
وننوه
بداية بأنه يمكن تقسيم الدراسات
والبحوث من حيث المجال أي من حيث درجة الشمول لمفردات المجتمع الأصلي إلى بحوث
شاملة وبحوث بطريقة العينات. فالبحث الشامل هو الذي ندرس فيه حاله جميع أفراد المجتمع
موضوع البحث بهذه الطريقة إذا كان الغرض منه هو الحصر وذلك مثل تعداد السكان
التعداد الزراعي..الخ. وهذا يتطلب تكلفة كبيرة من الوقت والمال والجهد. إن البحث
بطريقة العينة فهو الذي نبحث فيه حاله جزء معين (أو نسبة معينة) من أفراد المجتمع
الأصلي ثم نقوم بعد ذلك بتعميم نتائج الدراسة على المجتمع كله بتكلفة أقل كثيراً
من البحث الشامل .
ومن
أمثلة أهم البحوث بالعينة التي تجري على أرض الواقع
تلك البحوث التي تستخدم مسوح ميزانية الأسرة وبُحوث
القوى العاملة والتي عادة ما تجريها الحكومات أو المؤسسات الدولية أو الإقليمية.
كما تشمل مسوحات التجارة والصناعة والمساكن وأبحاث استطلاع الرأي
.
مُميزات
البحث بالمعاينة وأهميته
واضح
أنه من فوائد البحث عن طريق
العينة هو اختصار الوقت والجهد اللازمين لإتمام البحث وبالتالي اقتصاد التكاليف.
كما يُمكن الحصول بسهولة على الردود الكاملة الدقيقة إذا ما استخدمنا جُزء
من المجتمع الكلي. كما أنه يسهل تتبع غير المستجيبين في حالة البحث بالعينة بينما
يكون ذلك صعباً في حالة الحصر الشامل. ويُمكن الحصول على بيانات أكثر من أفراد
العينة، وحجمها وتلخيصها وتحليلها على وجه السرعة .
كما
تُساعدنا بحوث العينات لمعرفة
الدقة التي نتجت عن إجراء حصر شامل والطريقة المثلى هي أن نختار عينة وندرسها
دراسة دقيقة وبمقارنة نتائجها مع نتائج التعداد يُمكننا معرفة مدى دقة نتائج
الحصر الشامل .
مما
سبق يتضح مدى أهمية استخدام العينات والدور الذي تلعبه
في الدراسات الكثيرة في مُختلف الميادين، وفي الحقيقة أن
استخدام الحصر الشامل أصبح لا يُغني عن استخدام العينة في نفس الوقت فإن تحليل
النتائج التي نحصل عليها من تعداد شامل تحتاج إلى وقت طويل وقد تضيع الحكمة من
التعداد أو تقل الاستفادة منه إذا ما انتظرنا حتى يتم تحليل النتائج. وفي هذه الحالة
يتحتم علينا أن نأخذ عينة ونقوم بتحليل نتائجها لتعطى فكرة عن النتائج النهائية
.
أهداف
المعاينة
يعد
تحديد الهدف الرئيسي للمعاينة أو المشكلة المراد دراستها
تحديداً واضحاً، وتحديد أهدافه التفصيلية ربما تكون ذا
أهمية كبيرة وذلك لتحديد البيانات المطلوب جمعها واستخدامها من قبل الباحث لكسب
ثقة المدى بالبيانات. وبعد ذلك نضع التصميمات المختلفة والممكنة عن طريق الأسئلة
المراد الحصول على إجابات عليها. مثلاً يُمكن صياغة أهداف البحث بالسؤال التالي،
هل هناك صلة بين التعليم والوعي المصرفي .
إن
الغرض الأول من إجراء بحث أو تجربة هو إيجاد
إجابات لأسئلة مُعينة حتى نحصل على أساس سليم للتنبؤ عادة ومنه نستطيع اتخاذ إجراء
على نتائج العينة فلا بد أن نترجمها ونفسرها بطريقة تُعطي أقصى الفوائد فنوجد التقديرات
الإحصائية المختلفة لمعالم المجتمع كما أنه لا بد من قياس دقة هذه التقديرات.
وإن من أهم المسائل في تصميم العينات هو الانتهاء إلى معادلة أو معادلات لحساب
التقديرات من بيانات العينة وهذه المعادلة أو المعادلات المختارة لا بد أن تحتفظ
بكل المعلومات الخاصة بالمجتمع التي حصلنا عليها من العينة ولا بد من استخدام البيانات
لأقصى حد مُمكن .
والتقديرات
التي نحصل عليها هي قيم تقريبية
لمعالم المجتمع الحقيقية التي نبحث عنها والسؤال المهم هو هل الفرق بين التقدير
المحسوب من العينة والقيم الحقيقية للمجتمع صغيراً صغراً كافياً يجعلنا نعتمد
على التقدير في دراستنا للمجتمع ؟ هنا إذا تم اختيار العينة وحصلنا على التقدير
بطرق تعتمد على نظرية الاحتمالات فإنه يُمكننا أن نُقدر دقة هذا التقدير. وإذا كان التقدير يختلف عن القيمة الحقيقية فإن الباحث يُعاني بعض
الخسائر إذا ما استخلص
نتائجه على أساس هذا التقدير .
وتقديرات
معالم المجتمع التي يُمكن الحصول
عليها من العينة كثيرة وأبسطها الوسط الحسابي لعينة عشوائية فمن المعروف بأن هذا
المتوسط يُعطى تقديراً لمتوسط المجتمع الذي سحبت منه العينة غير أنه لن يكون مُساوياً
تماماً لمتوسط المجتمع وذلك يرجع إلى أخطاء المعاينة. ومن التقديرات الأخرى
لمعالم المجتمع التي نحصل عليها من المعاينة هي التباين والتفرع والالتواء.
العوامل التى تحدد حجم العينة
عند اختيار عينة من مجتمع الدراسة تثور قضيتان : الأولى
تتعلق بحجم العينة والثانية تتصل بالطريقة التى يتم بها سحب العينة وفى هذا الفصل
سنهتم فقط بالأساليب الإحصائية لتحديد حجم العينة :
أولاً : العوامل التى تحدد حجم العينة
:
1- حجم المجتمع الاحصائى الذى ستسحب منه العينة .
2- درجة الاختلاف بين مفردات المجتمع الاحصائى .
3- نسبة الخطأ المسموح به أو المقبول ودرجة الثقة التى
يرغب الباحث فى توافرها فى النتائج التى يصل إليها من دراسته للعينة.
ثانياً : الأساليب الإحصائية لتحديد
حجم العينة :
يلجأ الباحثون إلى تحديد حجم العينة باستخدام الأساليب
الإحصائية تفادياً لتحديده بطريقة تعسفية تثير الانتقادات وتقلل من أهمية العمل
العلمي والجهد الذى يبذله الباحث ، ويواجه الباحث احتمالين أساسيين عندما يسعى إلى
تحديد حجم العينة إحصائيا :
الأول : هو ألا يكون على علم بعدد مفردات المجتمع الاحصائى .
الثاني : هو أن يكون على علم بعدد مفردات المجتمع الاحصائى .
وأخيراً قد تقترح جهة معينة على الباحث أن يجرى دراسته
على عدد معين من المبحوثين وفى هذه الحالة يميل الباحث إلى تحديد نسبة الخطأ فى
هذه العينة ليتأكد من أهمية البيانات التى سيحصل عليها ومن مدى تمثيل تلك العينة
للمجتمع الذى سحبت منه .
وفيما يلي نتناول أساليب تحديد حجم العينة فى ظل كل احتمال
من الاحتمالات السابقة :
1- تحديد حجم العينة من مجتمع إحصائي
غير معلوم
فى كثير من الأحيان لا يجد الباحث بيانات وافية عن عدد
أفراد المجتمع الاحصائى الذى سيسحب من بينهم عينة البحث وذلك لكبر حجم هذا المجتمع
أو لعدم توافر إحصاءات رسمية عن أفراده وفى هذه الحالة يمكن تحديد حجم العينة
المطلوب سحبها من مجتمع احصائى كبير أو غير معلوم باستخدام المعادلة التالية :
Z2
حجم
العينة (ن) = ـــــ × ف ( 1 – ف )
خ2م
حيث :
Z : القيمة المعيارية عند مستوى ثقة معين وهى فى جميع
أحوال الأبحاث تأخذ أحد رقمين هما :
Z = 1.96 عند مستوى دلالة 0.05 أو مستوى ثقة 95%
Z = 2.58 عند مستوى دلالة 0.01 أو مستوى ثقة 95%
خ م : الخطأ المعيارى المسموح به وهو أيضاً
فى جميع أحوال الأبحاث يأخذ أحد قيمتين هما :
خ م = 0.05 عند مستوى ثقة 95%
خ م = 0.01 عند مستوى ثقة 95%
ف : هى درجة الاختلاف بين مفردات المجتمع الاحصائى وقد
اصطلح العلماء على وضعها بقيمة ثابتة أى أن
قيم ف = 0.5 دائماً .
مثال :
أوجد حجم عينة من مجتمع احصائى غير معلوم إذا علمت أن
مستوى الثقة المطلوب توافره فى البيانات هو 95% ؟
الحل :
Z2
حجم
العينة (ن) = ـــــ × ف ( 1 – ف )
خ2م
(1.96)2
حجم
العينة (ن) = ـــــ × 0.5 ( 1 – 0.5 )
(0.05)2
حجم العينة (ن) = 1536.64 × 0.25 = 384.16 مفردة .
نقرب الكسر لأقرب رقم صحيح فيصبح :
حجم العينة = 385 مفردة .
2- تحديد حجم العينة من مجتمع إحصائي
معلوم
عند حساب حجم العينة من مجتمع احصائى معلوم بمعنى أننا
نعرف عدد الأفراد الذين يتكون منهم ذلك المجتمع فإننا نتبع الخطوات التالية :
(أ) نحسب حجم العينة على أساس أن حجم المجتمع الاحصائى
غير معلوم من المعادلة التالية :
Z2
حجم
العينة (ن1) = ـــــ × ف ( 1
– ف )
خ2م
حيث :
Z : القيمة المعيارية عند مستوى ثقة معين وهى فى جميع
أحوال الأبحاث تأخذ أحد رقمين هما :
Z = 1.96 عند مستوى دلالة 0.05 أو مستوى ثقة 95%
Z = 2.58 عند مستوى دلالة 0.01 أو مستوى ثقة 95%
خ م : الخطأ المعيارى المسموح به وهو أيضاً
فى جميع أحوال الأبحاث يأخذ أحد قيمتين هما :
خ م = 0.05 عند مستوى ثقة 95%
خ م = 0.01 عند مستوى ثقة 95%
ف : هى درجة الاختلاف بين مفردات المجتمع الاحصائى وقد
اصطلح العلماء على وضعها بقيمة ثابتة أى أن
قيم ف = 0.5 دائماً .
(ب) نقوم بعد ذلك بتصحيح حجم العينة وذلك باستخدام
معادلة تصحيح حجم العينة كالتالى :
ن1
حجم
العينة = ــــــــــــــ
ن1 –
1
1 + ــــــ
ن
حيث :
ن1 : حجم العينة من مجتمع غبر معلوم كما سيتم
حسابها فى الخطوة (أ) .
حيث ن : حجم المجتمع الاحصائى .
مثال :
أوجد حجم عينة من مجتمع احصائى حجمه 15000 مفردة إذا
علمت أن مستوى الثقة المطلوب توافره فى البيانات هو 95% ؟
الحل :
الخطوة (أ) حساب حجم العينة من
مجتمع غير معلوم :
Z2
حجم
العينة (ن1) = ـــــ × ف ( 1
– ف )
خ2م
(1.96)2
حجم
العينة (ن1) = ـــــ × 0.5 (
1 – 0.5 )
(0.05)2
حجم العينة (ن1) = 1536.64 × 0.25 = 384.16
مفردة .
نقرب الكسر لأقري رقم صحيح فيصبح :
حجم العينة (ن1) = 385 مفردة .
الخطوة (ب) تصحيح حجم العينة :
ن1
حجم
العينة = ــــــــــــــ
ن1
– 1
1 + ــــــ
ن
385
حجم
العينة = ــــــــــــــ
385 – 1
1 + ــــــــ
15000
حجم العينة = 375.24 مفردة
نقرب الكسر لأقري رقم صحيح فيصبح :
حجم العينة = 376 مفردة .
تحديد نسبة الخطأ فى حجم العينة
قد يقرر الباحث إجراء دراسته على عدد معين من الأفراد
وفى هذه الحالة التى يحدد فيها الباحث حجم العينة بطريقة تخمينية أو يفرض عليه من
الجهة المستفيدة بالدراسة نجده يميل إلى محاولة تحديد نسبة الخطأ فى حجم العينة
حتى يطمئن إلى أن البيانات سيحصل عليها والى أن النتائج التى سيتوصل إليها تتمتع
بمستوى عالى من الثقة .
وتتحدد نسبة الخطأ فى العينة وفق المعادلة التالية :
ف ( 1 – ف )
خطأ
العينة = Z
× ـــــــــ
ن
حيث :
Z : القيمة المعيارية عند مستوى ثقة معين وهى فى جميع
أحوال الأبحاث تأخذ أحد رقمين هما :
Z = 1.96 عند مستوى دلالة 0.05 أو مستوى ثقة 95%
Z = 2.58 عند مستوى دلالة 0.01 أو مستوى ثقة 95%
ف : هى درجة الاختلاف بين مفردات المجتمع الاحصائى وقد
اصطلح العلماء على وضعها بقيمة ثابتة أى أن
قيم ف = 0.5 دائماً .
ن : عدد مفردات العينة .
مثال :
إذا كان لدينا عينة حجمها 600 مفردة سحبت من مجتمع
احصائى كبير العدد فما هى نسبة الخطأ المتوقعة فى هذه العينة عند مستوى ثقة بنسبة
95% فى البيانات .
الحل :
ف ( 1
– ف )
خطأ
العينة = Z
× ـــــــــ
ن
0.5
( 1 – 0.5 )
خطأ
العينة = 1.96 ×
ــــــــــ
600
خطأ العينة = 1.96 ×
0.0204 = 0.04
نسبة الخطأ المعيارى
المتوقعة = 0.04 × 100 = 4%