الجزء 1 “اللوح الأول”
اللوح الأولو مكتوب عليه من الجهتين, و في كل جهة ثلاثة أعمدة, أي ما مجموعه ستة أعمدة.
العمود الأول:
1- (هو الذي) رأى كل شيء (إلى تخوم الدنيا،
2- (هو الذي) عرف (كل شيء وتضلع) بكل شيء.
3- (.. ..) معاً (.. ..)،
4- ( سيد) الحكمة الذي بكل شيء (تعمق).
5- رأى أسراراً خافية، وكشف أموراً خبيثة،
6- وجاءنا بأخبار عن زمان ما قبل الطوفان.
7- مضى في سفر طويل، وحل به الضنى والعياء،
8- ونقش في لوح من الحجر كل أسفاره.
9- رفع الأسوار لأوروك المنيعه،
10- ومعبد إيانا المقدس، العنبر المبارك.
11- انظر، فجداره الخارجي يتوهج كالنحاس.
12- وانظر، فجداره الداخلي ماله من شبيه.
13- تلمس، فعتباته (قد أرسيت) منذ القدم.
14- تقرب، فإيانا لعشتار،
15- لا يأتي بمثله ملك، من بعد، ولا إنسان.
16- أعل سور أوروك، امش عليه،
17- المس قاعدته، تفحص صنعة آجره.
18- أليست لبناته من آجر مشوي؟
19- (والحكماء) السبعة من أرسى له الأساس؟
20- شار واحد للمدينة، وشار للبساتين، وآخر للمروج. والبقية أرض بلا زرع (أو بناء) لمعبد عشتار
21- ثلاث شارات والأرض غير المزروعة، هي مدينة أوروك.
22- إبلغ صندوق الرقيم، النحاسي.
23- خل رتاجة البرونزي.
24- إكشف فوهته عن أسراره.
25- خذ الرقيم اللازوردي واتله بصوت عال.
26- عن جلجامش الذي مضى عبر جميع الصعاب.
27- الذي فاق كل الملوك، ذائع الصيت متين البنيان.
28- ابن أوروك، الثور النطوح.
29- الذي يمضي في المقدمة كلما يليق بالقائد،
30- ويسير أيضاً في المؤخرة كرجل مؤتمن.
31- كصخرة جبارة، يصد عن رجاله،
32- وكموج الطوفان الصاخب يهدم الأسوار الصماء.
33- نسل لوجال بندا، جلجامش الكامل القوة،
34- ابن البقرة المهوب ((ننسون).
35- … جلجامش الضافي الروع،
36- فاتح ممرات الجبال،
37- ناقب الآبار في سفوح المرتفعات.
38- عبر المحيط، البحر المترامي، إلى حيث تشرق الشمس،
39- وارتاد أصقاع الأرض بحثاً عن الحياة.
40- شق طريقه بعزم يديه إلى ((أوتنابشتيم)) البعيد،
41- الذي استرد إلى الحياة ما خربه الطوفان.
42- .. .. يعمرون الأرض.
43- هل مثله من ملك في أي مكان؟
44- هل يحق لغيره أن يقول: أنا الملك الحق؟
45- فبالاسم جلجامش قد دعي منذ مولده.
العمود الثاني:
1- ثلثاه إله، وثلثه بشر.
2- مالهيئة جسمه من نظير.
3- 7 أسطر مشوهة.
4- كثور وحشي (يرفع رأسه عالياً).
5- بأس سلاحه بلا شبيه،
6- وعلى صوت الطبل يوقظ رعيته.
7- ثار أهل أوروك في بيوتهم:
8- (( لا يترك جلجامش ابناً لابيه،
9- ماض في مظالمه ليل نهار.
10- وهو الراعي لأوروك المنيعه،
11- هو راعينا القوي الوسيم الحكيم.
12- لا يترك جلجامش (بكراً لأمها)،
13- ولا ابنه المحارب أو صفية لنبيل.))
14- (سمع الآلهة) شكواهم (مراراً وتكراراً)،
15- فتوجه آلهة السماء بالقول إلى رب أوروكك
16- (( لقد خلقت أرورو هذا الثور الوحشي
17- بأس سلاحه بلا شبيه،
18- وعلى صوت الطبل يوقظ رعيته.
19- لا يترك جلجامش ابناً لأبيه، ماض في مظالمه ليل نهار
20- وهو الراعي لأوروك المنيعه
21- هو راعيهم، وهو ظالمهم.
22- قوي وسيم حكيم.
23- لا يترك جلجامش بكراً لأمها،
24- ولا ابنة لمحارب أو صفية لنبيل ..))
25- سمع آنو شكاتهم مراراً وتكراراً،
26- قدعوا (جميعاً) آرورو العظيمة قائلين: (( أنت يا من خلقت جلجامش.
27- اخلقي له الآن نداً يعادله صخباً في الفؤاد،
28- فيدخلان في تنافس دائم وتسترح أوروك)).
29- سمعت آرورو هذا، وتملت في فؤادها صورة آنو.
30- غسلت يديها، وجمعت قبضة من طين رمتها في الفلاة.
31- (.. ..) في البراري خلقت إنكيدو العظيم، نسل … ننورتا
32- يكسو الشعر جسده، وشعر رأسه كامرأة.
33- خصلات شعره تندفع سنابل قمح.
34- لا يعرف الناس ولا البلدان، عليه ثياب كسوموقان.
35- يرعى الكلأ مع الغزلان،
36- يرد الماء مع الحيوان،
37- ومع البهيمة يفرح قلبه عند الماء.
38- (ومرة) أحد الصيادين، ناصب أفخاخ،
39- رآه وجهاً لوجه عند مورد الماء.
40- يوماً ، وثانياً، وثالثاً، رآه وجه لوجه عند المورد،
41- رآه الصياد فامتقع وجهه هلعاً.
42- مضى بصيده إلى بيته،
43- كان خائفاً، مشلولاً، ساكن الحركة،
44- في قلبه اضطراب، وعلى محياه اكتئاب،
45- وقد سكن الروع خافقه،
46- فوجهه كمن مضى في سفر طويل.
العمود الثالث:
1- فتح الرجل فمه قائلاً لأبيه
2- ((أي أبت. قد هبط في أرضك رجل فريد،
3- أقوى من الفلاة ذو بأس عظيم،
4- متين العزم كشهاب آنو الثاقب.
5- (دوماً) يطوف أرجاء أرضك،
6- دوماً يأكل العشب مع الحيوان،
7- ودوماً يأخذ مسالك مورد الماء.
8- خفت ولم أجرؤ منه اقتراباً.
9- ردم حفري التي حفرت،
10- وقلع مصائدي التي نصبت.
11- بعونه فر من يدي حيوان البر وطرائده،
12- لا يدع لي فرصة الايقاع بها)).
13- ففتح فمه أبوه قائلاً له:
14- (( أي بني . في أوروك يقيم جلجامش.
15- ما بزه من قبل أحد قط،
16- قوي العزم كشهاب آنو الثاقب.
17- اذهب، يمم وجهك شطر أوروك،
18- انقل لجلجامش خبر هذا الرجل الجبار،
19- ولعيطك كاهنة حب تصحبها معك.
20- دعها تكسر شكيمته، بقوة تفوق قوته.
21- فعندما يرد الماء لسقي الحيوان،
22- دعها تنضو ثيابها وتكشف مفاتنها،
23- فإنه لمقاربها إذا رآها،
24- فتتنكره طرائد الفلاة التي شبت معه)).
25- (مستجياً) لنصح أبيه، (.. ..)
26- مضى الصياد إلى (جلجامش)
27- شد الرحال وحط في مدينة أوروك.
28- مثل أمام جلجامش (….) وحدثه قائلاً:
29- (( هناك رجل فريد هبط أرض أبي،
30- أقوى من في الفلاة، ذو بأس عظيم،
31- متين العزم كشهاب آنو الثاقب.
32- دوماً يطوف أرجاء أرض أبي،
33- دوماً يأكل العشب مع الحيوان،
34- ودوماً يأخذ مسالك مورد الماء.
35- خفت ولم أجرؤ منه اقتراباً.
36- ردم حفري التي حفرت،
37- وقلع مصائدي التي نصبت.
38- بعونه فر من يدي طرائد البر وحيوانه،
39- لا يدع لي فرصة الايقاع بها)).
40- فقال جلجامش:
41- ((امض أيها الصياد وخذ معك كاهنة حب.
42- وعندما يرد الماء لسقي الحيوان،
43- دعها تنضو ثيابها وتكشف مفاتنها،
44- فإنه لمقاربها إذا رآها،
45- فتنكره طرائد الفلاة التي شبت معه)).
46- تولى الصياد، آخذاً معه كاهنة حب.
47- شدا الرحال، يغذان السير قدماً،
48- فبلغا المكان في اليوم الثالث.
49- قبع الصياد والمرأة عند الموضع،
50- عند مورد الماء جلساً يوماً، وثانياً.
51- ثم أتت الحيوانات مورد الماء.
العمود الرابع:
1- وردت الحيوانات الماء، كان فؤادها جذلاً.
2- أما إنكيدو ابن الفلاة الواسعة،
3- الذي يرعى الكلأ مع الغزلان،
4- ويرد الماء مع الحيوان،
5- ومع البهيمة يفرح قلبه عند الماء،
6- فقد وقع بصر المرأة عليه، رأت الرجل الوحش؛
7- رجل البداءة الآتي من أعماق البراري:
8- ((هو ذا يا فتاة البهجة، حرري ثدييك،
9- عري صدرك، يقطف ثمرك.
10- لا تخجلي، خذي إليك دفأه.
11- فإنه لمقاربك إذا رآك.
12- اطرحي ثوبك، دعيه ينبطح عليك،
13- علمي الرجل الوحش، وظيفة المرأة،
14- فتنكره طرائد البرية التي شبت معه،
15- بعد حبه لك)).
16- فتاة البهجة، حررت ثدييها، عرت صدرها فقطف ثمارها.
17- لم تخجل، أخذت إليها دفأه.
18- طرحت ثوبها، انبطح عليها.
19- علمت الرجل الوحش وظيفة المرأة،
20- وهاهو واقع في حبها.
21- ستة أيام وسبع ليال قضاها إنكيدو مع فتاة البهجة.
22- وبعد أن روى نفسه من مفاتنها،
23- يمم وجهه شطر رفاقه الحيوان،
24- فولت لرؤيته الغزلان هاربة.
25- حيوان الفلاة فرت أمامه.
26- تمهل خلفها، ثقيلاً كان جسمه،
27- خائرة كانت ركبتاه، ورفاقه ولوا بعيداً.
28- تعثر إنكيدو في جريه، صار غير الذي كان.
29- لكنه غدا عارفاً، واسع الفهم.
30- قفل عائداً إلى المرأة، جلس عند قدميها،
31- رافعاً بصره إليها،
32- كله آذان لما تنطق به.
33- حدثته الكاهنة قائلة:
34- (( حكيم انت يا إنكيدو، شبه الآلهة أنت.
35- لماذا مع حيوان الفلاة ترعى البراري؟
36- تعال آخذك إلى أوروك المنيعة،
37- حيث المعبد المقدس مسكن آنو وعشتار؛
38- حيث عظيم البأس جلجامش،
39- الظاهر فوق جميع الرجال كثور وحشي)).
40- وقت كلماتها في نفسه، لما تكلمت، حسناً.
41- كان يبغي صاحباً يفهم سريرته.
42- فقال لها إنكيدو، قال للكاهنة:
43- ((تعالي، فخذيني أيتها المرأة،
44- إلى المعبد المقدس، مسكن آنو وعشتار.
45- حيث عظيم البأس جلجامش،
46- الظاهر فوق جميع الرجال كثور وحشي.
47- سأناديه وأكلمه بجرأة.
العمود الخامس:
1- سيجلجل صوتي في أوروك: ((أنا الأقوى)).
2- نعم أنا من سيغير نظام الأشياء.
3- من ولد في البراري هو الأقوى)).
4- (تعال. دعنا نذهب. فيرى) وجهك.
5- (سأجمعك بجلجامش،) فأنا بمكانه عليمة.
6- امض إلى أوروك المنيعة يا إنكيدو،
7- حيث يزهو الناس دوماً بحلل الأعياد،
8- وكل يوم من أيامهم عيد.
9- حيث الغلمان المخنثون يرتعون،
10- والبغايا المقدسات بأشكال فاتنة يمرحن.
11- طافحات شهوة لاهيات طرباً.
12- يجذبن أكابر القوم إلى مخادعهن ليلاً.
13- (نعم) يا إنكيدو الجذل بالحياة،
14- سأريك جلجامش رجل الملذات.
15- أنظر إليه، تفرس في وجهه،
16- تره كامل الرجولة، دافق الحيوية.
17- جسده مزين بالمتع والشهوات.
18- أكثر منك قوة،
19- لا تهدأ حركته ليل نهار.
20- (فرويداً) يا إنكيدو، طامن عن غلوائك.
21- فإن شمش قد منحه رعايته،
22- وآنو وإنليل وأيا قد وهبوه فهماً عميقاً.
23- وقبل أن تصل من براريك المترامية،
24- في أحلامه، بأوروك، سيراك جلجامش)).
25- لم يكذب جلجامش خبراً، تنبه من نومه يقص على أمه حلمه:
26- (( أماه، رأيت في ليلة البارحة حلماً؛
27- كانت السماء حاشدة بالنجوم،
28- وكشهاب آنو الثاقب، واحد منها انقض علي.
29- زمت رفعه فثقل علي،
30- حاولت إبعاده فصعب علي.
31- تحلق حوله أهل أوروك.
32- تجمهر الناس حوله،
33- تدافع الجميع إليه،
34- أحاط الرجال به.
35- وبينما رفاقي يقبلون قدميه،
36- ملت عليه كما أميل على امرأة.
37- وضعته عند قدميك،
38- فجعلته بنفسك لي نداً)).
39- الحكيمة المحنكة بكل الأمور، قالت لجلجامش:
40- ننسون، الحكيمة المحنكة بكل الأمور، قالت لجلجامش:
41- ((نجم السماء هذا، نظير لك.
42- إن الذي انقض عليك كشهاب آنو الثاقب،
43- والذي رمت رفعه فثقل عليك،
44- وحاولت إبعاده فصعب عليك،
45- الذي وضعته عند قدمي،
46- فجعلته بنفسي لك نداً،
47- الذي ملت عليه كما تميل على امرأة.
العمود السادس:
1- هو رفيق عتي، يعين الصديق عند الضيق.
2- أوقى من في الفلاة ذو بأس عظيم،
3- متين العزم كشهاب آنو الثاقب.
4- لقد ملت عليه كما تميل على امرأة،
5- وهذا يعني أنه لن يتخلى عنك قط.
6- هذا هو معنى حلمك)).
7- تابع جلجامش حديثه لأمه:
8- (( أماه، لقد رأيت حلماً آخر:
9- في أوروك المنيعة، فأس مطروحة، تجمعوا عليها.
10- تحلق أهل أوروك حولها،
11- أحاط أهل أوروك بها،
12- تدافع الناس إليها.
13- وضعتها عند قدميك.
14- ملت عليها كما أميل على امرأة،
15- فجعلتها بنفسك لي نداً)).
16- الحكيمة بكل الأمور، قالت لابنها:
17- ننسون، الحكيمة المحنكة بكل الأمور، قالت لجلجامش:
18- ((إن الفأس التي رأيت، رجل
19- لقد ملت عليها كما تميل على امرأة،
20- ولقد جعلتها بنفسي لك نداً،
21- معنى ذلك: رفيق عتي، يعين الصديق عند الضيق،
22- أقوى من الفلاة ذو بأس عظيم،
23- متين العزم كشهاب آنو الثاقب.
24- فتح جلجامش فمه قائلاً لأمه:
25- (.. ..) فليبتسم لي حظ عميق،
26- (.. ..) فأحظى برفيق.
27- (.. ..) أنا)).
28- وبينما كان جلجامش يشرح أحلامه،
29- كانت كاهنة الحب تحدث إنكيدو
30- (.. ..) الاثنان
31- (وإنكيدو جالس) قبالتها.
32- (اللوح الأول من (هو الذي رأي كل شيء إلى تخوم) الدنيا
33- (.. ..) الذي يؤمن بالإلهة ننليل.
34- (.. ..) آشور.